مهرجان "أيام قنا السينمائية".. لما الصعيد قرر يحكي حكايته
حكاية أول مهرجان سينما في الصعيد

في فيلم "خلي بالك من زوزو"، اتقال "إن أي كلام يتقال بحماس يستاهل يتسمع بحماس، حتى لو كانت معسلة يا بطاطا." طيب ولو كان الكلام "إحنا هنعمل مهرجان سينما للصعيد وعن الصعيد"، يستاهل يتسمع إزاي؟
من مركز قوص محافظة قنا، حمادة الأزهري، وبيمن سمير، ومعتز القاضي، وأمين أسامة، 4 شباب قرروا إن الصعيد من حقه يكون ليه مهرجان سينما يعبر عنه ويعرض أفلامه، ومن هنا بدأت فكرة مهرجان أيام قنا السينمائية.
"إحنا عشان بس نروح نتفرج على سينما أو عروض أفلام، لازم نسافر على حسابنا ونروح أماكن معينة عشان نقدر نشوف فيلم، فقولنا ماذا لو عندنا منصة في قنا؟ مهرجان نعرض فيه أفلامنا، وأفلام المناطق المحيطة في الصعيد من أسوان لبني سويف، ويكون عندنا مجتمع لصناع الأفلام في الجنوب".
(حمادة الأزهري، مدير فعاليات الدورة الثانية من أيام قنا)

أول الحكاية.. 45 يوم من الفكرة للمهرجان:
وبفكرة اتقالت في قعدة قهوة، وبمبدأ "إحنا معندناش حاجة نخسرها"، وبشرط وحيد اللي هو أفلام قصيرة من محافظات الصعيد، حمادة، وبيمن، ومعتز، وأمين نجحوا إنهم يفكروا ويخططوا ويحضروا لأول نسخة من المهرجان في 45 يوم بس، وقدروا يقنعوا المنتج محمد تيمور يكون رئيس للمهرجان، وبلجنة تحكيم مميزة، بتضم: المخرج أحمد عبدالله السيد، مخرج أفلام مهمة آخرها "19 ب"، والمخرجة كوثر يونس، مخرجة فيلم "مقسوم"، والمخرجة عايدة الكاشف، كان إعلان جاهزية المهرجان.
"كنا بنشتغل واحنا بنقول: إحنا هنجرب مفيش حاجة نخسرها، كل حاجة كنا بنعملها مع بعض حتى تفاصيل البوستات كنا بناخد رأي بعض، والناس لحد يوم المهرجان مكانتش مصدقة، بس لما بدأنا نعلن عن لجنة التحكيم، اللي مكنوش مصدقين هما نفسهم اتصلوا لإنهم مكانوش مقدمين في الأبليكيشن عشان كده فتحنا مسابقة على هامش المهرجان."
(بيمن سمير، المنسق العام للدورة الأولى من مهرجان أيام قنا السينمائية)
مسموش مهرجانكم اسمه مهرجانا:
ويوم الأحد 25 فبراير سنة 2024، كانت بداية الدورة الأولى من المهرجان، تحت اسم دورة الروائي والسيناريست يوسف جوهر، وشارك في المسابقة الرسمية 20 فيلم قصير من وسط 123 فيلم اتقدم، ده غير الـ 6 أفلام القصيرة اللي شاركت على هامش المهرجان، من كل محافظات الصعيد من أول محافظة بني سويف لحد أسوان.
واللي مكانش مصدق، شاف وشارك وبقى بينافس على جايزة من الـ 6 جوائز الخاصة بالمهرجان وهما: جائزة أفضل فيلم عن التراث، أفضل فيلم عن البيئة، أفضل فيلم عن المرأة، أفضل إخراج، أفضل سيناريو، جائزة الجمهور.
"ناس كتير اتشجعت إنها تشتغل معانا، فمثلًا محمود أبو زيد عنده شركة انيميشن، قال ياجماعة أنا معاكم، وسيد طه، نقيب الموسيقيين في قنا، ساعدنا وقدم ورش، الناس أصلًا كانوا حابين إن يكون في حاجة بالشكل ده يطلعوا طاقتهم واللي درسوه فيها."
(حمادة الأزهري، مدير فعاليات الدورة الثانية من أيام قنا)
الدورة الأولى: الصعايدة جم
ورغم إن محدش كان مصدق في الأول، لا من قنا ولا من بره. بس مع كل فعالية من فعاليات المهرجان، القاعات كانت بتبقى مليانة بشباب وبنات من كل مكان في الصعيد، لدرجة إن في متسابقين سابوا القاهرة ونزلوا قنا مخصوص عشان يشوفوا الأفلام ويناقشوا ويحللوا شغلهم مع بعض.
في ناس كانت أول مرة تحضر مهرجان سينما في حياتها، وناس كانت أول مرة تشوف فيلم قصير معمول مخصوص عن البيئة اللي عايشين فيها، وناس تانية لأول مرة، داقوا طعم فرحة تعبهم وسط أهلهم.
"واحد من المخرجين، من الأقصر، قالي: أنا أول مرة أحضر مهرجان أقدر أجيب فيه أمي وأهلي يحضروا معايا فيلمي وهما بيتفرجوا عليه في مهرجان."
الصعيد المظلوم في التمثيل والحقيقة:
ورغم إن السينما أحيانًا ظلمت الصعيد وحصرت صورته في أدوار الشر والتار، إلا إن حب ولاد الصعيد للسينما ماوقفش، والبلد اللي مفيهاش ولا سينما واحده فضلت معجونة فن، مقدراه ومحترماه وبتتمنى تشوفه.
"الناس قالت في ختام الدورة اللي فاتت ياريت إن ده يستمر ومايقفش مهما كانت التحديات، لإننا نفسنا نشوف الحاجات دي. والأسرة المحبة للفن لما تيجي تحضر العروض ده نجاح كبير أوي، إحنا حسينا إن في تأثير قدمناه ، لإن هما حابين يجوا الشئ ده ويتفرجوا عليه وهما بس محبين للفن، لا بيصنعوا مسرح ولا أفلام ولا بيصنعوا مزيكا".
(حمادة الأزهري، مدير فعاليات الدورة الثانية من أيام قنا)
وزي ما الصعيد قدم أمل دنقل، وعبد الرحمن الأبنودي، فلسه الشباب هنا غني بحكاياته وقصصه اللي بيدور على فرصة مهما كانت صغيرة عشان يطلعها للنور.
"الصعيد مفيهوش سينما بس عنده ثقافة سينمائية عالية، ولو ربع الدعم اللي بيتوفر للقاهرة اتوفر لمحافظات الصعيد هتلاقوا نتائج أكتر بكتير من اللي بتشوفوه في القاهرة، إحنا عندنا شباب قادر ينتج عندنا شباب قادر يصنع، عندنا شباب عايز يتعلم."
(بيمن سمير، المنسق العام للدورة الأولى من مهرجان أيام قنا السينمائية)
الإبداع يبدأ من الجنوب .. الإبداع يبدأ من قنا:
وزي ما الحلم بدأ كبير فمكنش ينفع ياخد خطوات لقدام إلا لو كانت خطوات كبيرة، ودلوقتي الدورة التانية من المهرجان خلاص هتبدأ من يوم 28 مايو لـ 1 يونيو بعنوان دورة المخرج رضوان الكاشف وتحت شعار "الإبداع يبدأ من الجنوب".
وبالتزامن مع حصاد القصب، هيبدأ حصاد تعب إبداع المخرجين اللي شاركوا بأفلامهم في الدورة التانية، ولأول مرة مهرجان قنا بيقدم بجانب المسابقة الرسمية، مسابقة خاصة بأفلام الطلبة الوثائقية والروائية القصيرة.
"عملنا مسابقة الطلبة عشان يكون في تواصل بين الطلاب في المحافظات المختلفة يتعرفوا فيها على صناع الأفلام ويكون في تواصل، وعشان نشجعهم إن في منصة بتحضتن أفلامهم."
(حمادة الأزهري، مدير فعاليات الدورة الثانية من أيام قنا)
وزي العادة، أو للدقة، زي ما قنا بتسعى إنها تعودنا، فالدورة دي من المهرجان بيمثلها لجنة تحكيم مميزة، وهما: المخرج والممثل أحمد مجدي، والمخرج والكاتب ياسر نعيم، والمخرجة نادين صليب.
وده غير مجموعة الورش والندوات المجانية اللي هتتقدم، زي: ورشة الإخراج مع المخرج ياسر نعيم، وورشة كتابة السيناريو مع السيناريست محمود حجازي.
الصعيد.. مش بعيد عن الحلم:
مهرجان أيام قنا السينمائية مش بس نجح ينور قنا بأفلام، لكنه كمان نجح يفكرنا إن أي حلم، مهما كان شكله مستحيل، ممكن يبقى له بداية، والسينما اللي كانت زمان بتيجي من القاهرة، دلوقتي، في قنا، اتولدت من جديد.
اه جايز إن المهرجان لسه بيستكشف خطواته، وجايز جدًا كمان سنة ولا اتنين نشوفه مهرجان عالمي أو ما نسمعش عنه تاني، بس لحد ما كل الاحتمالات دي ما تتحقق، فالشئ الوحيد اليقيني دلوقتي، إن الصعيد قرر يشوف الحاجة اللي ما تشافتش، قرر يشوف ويدور على كل موهبة، عشان يكون مهرجان أيام قنا السينمائية هو فرصتها في الظهور، ومين عالم مش يمكن قنا توصل الأوسكار؟
- الموضوع اللي فات مبادرة "سيرة الإسكندرية" هتبدأ في تحويل بيت سيد درويش لـ متحف
- الموضوع اللي جاي تركيب 25 جهاز جديد لإنهاء إجراءات السفر ذاتيًا بمطار القاهرة